أعشق أسوان، الأرض والنيل الصافى والسد العالى وأبو سمبل وحديقة النباتات، وطيبة أهلها أبناء النوبة الكرام.. أعشق أسوان رغم اننى لم أزرها طوال حياتى وقد اشتعل الرأس شيبا.. عرفت أسوان ووقعت فى غرامها منذ سنوات الطفولة الأولى فى حارة السقايين عابدين من خلال جيراننا النوبيين، ومنهم عمى محمد عوضين وعمى ابو ناصر واللذان كانا في قمة الأخلاق والطيبة والسماحة والشهامة.. فى عابدين والتى طاب للآلاف من أهالى النوبة السكن فيها، قبل انتقال الكثير منهم لامبابة، عشقت الرقصات النوبية والأفراح النوبية والموسيقى النوبية من خلال الفنان النوبى العالمى على كوبانا، وهو من أبناء عابدين والذى لن أنسى ما حييت انه أحيا فرح واحدة من شقيقاتى مجاملة لزوجها صديقة ماهر الاشقر (الأشقر لقب وحقيقة) كما ازداد عشقى لاسوان عندما تولى اخى اللواء عبدالسلام مسئولية شرطة السياحة والآثار فى جنوب مصر، حيث كان دائم التنقل بين الأقصر وأسوان، أو بالأحرى بين درتى السياحة فى مصر الساحرة والعامرة.
ولذلك سعدت بإعلان أسوان عاصمة للثقافة الأفريقية، وسعدت باختيارها لاحتضان ملتقى الشباب العربى والإفريقي، الذى عقد مؤخرا برعاية وحضور دؤوب من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى تابع باهتمام شديد كل جلسات المنتدى ولم يبخل على الشباب بمداخلاته وتوجيهاته ونصائحه القيمة.
خلال المنتدي وفى احدي مداخلاته قال فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بصورة تلقائية ليس لدينا جامعة عمرها 800 سنة وهو بالطبع يقصد أننا ليس لدينا فى مصر جامعة عمرها ثمانية قرون.. والحقيقة أن هذه المعلومة جانبها الصواب ومن الإنصاف التعامل معها فى إطار الملاحظات التالية:
* أن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إنسان عادي وليس نبيا معصوما، وبالتالى فمن الطبيعى أن يصيب ويقع فى الخطأ.
*أن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ليس من علماء التاريخ وبالتالى قد تغيب عنه بعض المعلومات، وقد لا يتذكر بعض المعلومات التى يراها البعض بديهية
*تقبلت بكل صدر رحب وسماحة المعلومة التى قالها فخامة الرئيس السيسي وجانبها الصواب غير اننى لم أتقبل تعامل كل الحاضرين ومنهم علماء ومفكرون مع كلامه، باعتباره لا ينطق عن الهوي .. وبصراحة حزنت لعدم مبادرة أى منهم بتصحيح المعلومة التى قالها فخامة الرئيس ولفت نظره بصورة راقية.
* أجزم أن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي كان سيتقبل بصدر رحب من يقدم له ورقة مكتوب فيها لدينا فى مصر جامعة اون أو هليوبوليس أو عين شمس وعمرها يزيد عن 5000 سنة، وهى الجامعة التى تفوقت فى تدريس علوم الفلك والرياضيات والهندسة.. ولدينا فى مصر جامعة الأزهر الشريف وعمرها يزيد على ألف عام.. واجزم أن الرئيس السيسي كان سيتلقى ذلك التوضيح بقبول حسن ويوظفه بصورة ذكية كأن يقول: ليس لدينا جامعة عمرها 800 سنة ولكن لدينا جامعة عمرها يزيد عن ألف سنة ولدينا أقدم جامعة عرف.
-------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعي.. اليوم لدى الباعة